استقبال رمضان

خطب دينية
                                                           بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الدي جعل رمضان سيد الشهور و فضله على سائرالعصور و الدهور .و اختاره ليكون واحدا من خمسة اركان اقام عليها دينه و ثبت عليها حقه و يقينه و نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ,وان محمدا عبده و رسوله ,خبر من فهم امر هدا الشهر و ما خفي من سره فاولاه خير ما يكون من حسن استقباله و بره ,صل الله وسلم و بارك عليه و على الهداة و الدعاة من امة الى الله .
                  اما بعد فيا امة الاسلام:
هكدا يدور فلك الايام ,و بدانا نشم اريج شهر الصيام و القيام يفوع علينا عطره ,و يبهج قلوبنا قرب بايامه و ليليه فتشعر النفس المؤمنة ,بان فرصة اخرى من فرص الحياة الثمينة الغالية قد بدات تحل بضيائها و اشراقها و ان ركنا لا يكون للاسلام وجوه الابه ,,بدا موكبه الموفر يقترب منا ,ويستقر بين اظهرنا و في جوانبنا 
دلك الشهر الدي انفرد وحده دون سائر الاشهر بدكره في كتاب الله فرافع بدلك دكره و عظم قدره و شانه خاصة لما افترى اسمه باسم القران في اية واحدة كتابة و تلاوة و نزولا ,و في اكرم ليلة من لياليه فقال :شهر رمضان الدي....... و قال:ان انزلناه في .....;;
وعلى هدا الاساس كيف يكون استقبالنا لهدا الشهر المبارك العظيم و ما هو استعدادنا لاداء فريضة الصيام 
هل نستقبله بتنظيف الدور و اعداد الفرش و النظام في البيوت ام نستقبله بشراء الاطعمة و خزنها و ادخارها ,خوفا من نفادها عند يحل رمضان!ام نستقبله بوضع برامج السهر و الحفلات و المسليات ؟ او نهيء انفسنا و الزامها بعمارة المساجد و تلاوة القران و التسبيح و التهليل ؟ و لكن هناك بعض العادات و التقاليد التي تعودها بعض المسلمين حيث نرى شاشات التلفزة تقدم مناضر الخليعين و الخليعات و ما ينافي تعاليم الدين الاسلامي , و من العجب ان يزداد على المقاهي جموع لاعبي الورقات حيث تدور حلقات القمار و ينتشر عند الكثيرين في هدا الشهربالدات , و كان يجب ان تكون مناسبة رمضان فرصة الفرص ,يستعد لها المرأ مند ان اعلى عن قرب قدومه شهران مباركان , هما رجب و شعبان ,فيستعد للتوبة و التطهير النفس و الروح من الادران التي تراكمت علهما طوال السنة و قد قال بعض الراسخين من اهل العلم ( رجب لتطهير البدن و شعبان لتطهير القلب و رمضان لتطهير الروح).
ايها المسلمون:اننا نلاحظ الامم ,حتى التي ليست لها عقائد دينية نتمسك بالتقاليد المتبعة في منسابتها القومية و الوطنية , لا تخالف شعوبها ما تعودوه من تصرفات و اعمال , رغم انها في مجموعها باطلة لا اصل لها و لا اساس و نحن اصحاب عقيدة سماوية راسخة , اصلها ثابت و فروعها في السماء , و مع دلك يقابل الكثير منا هده العقائد و تلك المناسبات بالاستهزاء ’و يتلقاها بعدم المبلاة و( ملغ الشريعة صلواة الله و ملامة عليه و اصحابه كانو يزنون قدوم رمضان بالميزان الاوفى ’ و يستقبلونه بما يجب ان يستقبل به ضيف الله المبارك ’فيصومون اياما من شعبان يطوعون بها انفسهم و يهيئون مشاعرهم لصيام شهر رمضان , و يقدمون لانفسهم و للمسلمين )
رمضان بما قدمه القران بقوله تعالى :(فمن شهد منكم الشهر فليصمه.....) و في قوله(ص) اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان من الخير لتمنت ان يكون السنة كلها 
و اخيرا عندما يرى (ص) الهلال الجديد يقول:(الله اكبر ثلاثا الحمد لله الدي خلقني و خلقك , و قدر لك منازل و جعلك اية للعالمين) وفي رواية اخرى عندما يرى الهلال يقول :(اللهم اهله لينا بالامن و اليمان و السلامة و الاسلام ,ربي و ربك الله )رواه الترميدي و دكره امام النووي 
اللهم اعدنا لرمضان بتطهير القلوب و صفاء النفوس و التوبة الخالصة , اللهم اعنا على صيامه و قيامه كما ينلغي و اجعلنا فيه من المهتدين 
اقول قولي هدا و استغفر الله العظيم لي و لكم و لسائر المسلمين من كل دنب  فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
               
                                    الخطبة الثانية:
الحمد لله الدي يقول الحق و هو يهدي السبيل و نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ,تنزه عن الشريك و الشبيه في الدات و الصفات و الافعال , و نشهد ان محمدا عبده و رسوله جتءنا من ربه بالهدى و البيانات .بعد ان شرح صدره و وضع وزره , ثم اظهر دينه على الدين كله رغم كره الكارهين من الضالين و المشركين .
                           امابعد فيا امة الصيام 
من الامور اللائقة بحسن استقبال الزائر الكبير,ضيف الله و شهره الوافد منه (هو الان في الطريق الينا ) ينتظر من الامة المؤمنة برب هدا الشهر الدي اوفده الله و فرضه , ان نستقبله بقدر ايماننا به سبحانه و تعالى ,و بمكارم الاخلاق و التحلي بحلي الاسلام فمعروف ان لصديقك الدي يبعث اليك بشخص لامر ما ,يكون اكرامه اكراما لصديقك ,و اهانته اهانة لصديقك ايضا.
و هكدا يكون الامر في استقبال رمضان الموفد من قبل الله رب العالمين ,و لكن من حسن الحظ ان ضيف الله الموفد لا ياكل و لا يشرب , و انما يكون احسن (استقباله) فيما يرضي الله و رسوله .
فادا كنت من تارك الصلاة و الزكاة ,و من شارب الخمر ,و من الفساق و العصاة , او نحو دلك من المقصرين في حقوق ربهم , ثم لما اتاك رمضان لم تستحيي منه ,و ضللت على حالك الخاسر الفاسد , فقد اسات الادب مع ضيف الله ,و بالتالي اسات مع الخالق مباشرة ,و ان استيقظ ضميرك ,و صحت نفسك الخيرة ,فجعلت قدوم رمضان نهاية لاعوجاجك و بداية لاستقامتك ,فقد احسنت (لاستقبال) شهر الله المبارك و بالتالي اصطلحت مع الله رب العالمين . 
ايها المسلمون "لقد كانت صلوات الله و سلامه عليه يبشر امته بقدم رمضان بقوله"قد جاءكم شهر مبارك".
 ثم يزيدهم من البشرى بتقديم صورة من واقع رمضان فيقول (فتحت ابواب اجنة ,و غلقت ابواب النار,و صفدت الشياطين )  
                                                                  رواه بخاري
و اعلموا ان هدا الشهرهو سيد الشهور ,و ايامه من افضل الايام ,و لياليه من احسن الليالي ,و كل ساعة تمر لا يعمرهاالانسان بصلاة او تلاوة او دكر الا و سيندم عليها صاحبها ,لان الاعمال تتضاعف في شهر رمضان و الحسنة بعشر امثالها الى سبع مائة ضعف .
و حينما يقدم علينا رمضان تفتح القلوب و يكثر الدعاء الى الله و تعمربيوت الله , و ينبعث منها ضوء ساطع يقود خطانا الى الخير و الهداية لاننا ندكرفي غضونه الايخاء و التعاطف و البر و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر فتستقيم النفوس و تهتي الى خالقها , و في رمضان تعطل الاليسنة عن الشرور و تكف عن الادى و تنقبض الايدي عن الحرام ,فلا غش و لا خداع و لا شح و لا جدال و لا عدوان ,و انما هو سلامة و اخاء بين المسلمين قال صلى الله عليه و سلم(كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي و انا اجزى به ,و الصيام جنة كان يوم صوم احدكم فلا ريث و لا يصخب , فان سابه احد او قاتله فليقل اني صائم ,و الدي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطلب من عند الله ريح المسك ,للصائم فرحتان يفرحهما  , ادا افطر فرح بفطره ,و ادا لقي ربه فرح بصومه =البخاري .
فهده هي اخلاق الصيام الدي يكسب فيه المسلم كل الصفات الحميدة , و بالتالي ينال الجزاء الاوفى من خالقه و الواجب على المسلم الحق ان يراقب ربه في السر و العلانية ,و ان يكون له ضمير حي و قوة توجهه نحو خشية الله و مراقبته لكي ينال الحسنين , و ليكون من الدين احسنوا الحسنى و زيارة.
اللهم انفعنا بمناسبات ديننا ,و ثبت على مبادئ الاسلام قلوبنا ,و تب على العصاة و المدنبين منا .اللهم اجعل قدومه خيراعلينا افرادا و جماعات و امم ,ينتهي معه بلاؤنا ,و يتحقق رجاؤنا انك القوي العزيز,تنجيب المضطرادا دعاك و تكشف السوء .
اللهم ادخله علينا بالصحة و العافية , و بالنصر المبين و لينصرن الى من ينصره .......ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنامن لدنك رحمة انك أنت الوهاب وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك أمالنا واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا اللهم جعل جمعنا هذا جمعا مباركا مرحوما وتفرقنا من كل شر معصوما ربنا لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته ولا طالبا أمرا من أمور الخير إلا سهلته له ويسرته اللهم وحد كلمة المسلمين واجمع شملهم واجعلهم يدا واحدة على من سواهم وانصر اللهم المسلمين واخذل الكفرة المشركين أعدائك أعداء الدين اللهم إنا نسألك لولاة أمورنا الصلاح والسداد اللهم كن لهم عونا وخذ بأيديهم إلى الحق والصواب والسداد والرشاد ووفقهم للعمل لما فيه رضاك وما فيه صالح العباد والبلاد اللهم إنا نسألك لبلدنا هذا اللهم اجعله بلدا ءامنا وارزقه من كل الخيرات وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن وألف اللهم ما بين قلوبنا وبين قلوب أبناء هذا الوطن واجعلهم اللهم يا ربنا باسمك متحابين وعلى نصرة دينك متعاونين للهم إنا نستعيذ بك من شر ما خلقت ومن كل عين حاسد و نسألك اللهم التوفيق والسداد والهداية والرشاد وحسن العقبى وحسن الميعاد.اللهم أسبغ علينا نعمتك وعلى جميع المسلمين وملء اللهم قلوبنا بالإيمان والقناعة والزم جوارحنا العبادة والطاعة. واغفر اللهم لنا ولوالدنا ولإخواننا وأشياخنا ولجميع من سبقنا بالإيمان واتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا واتنا ربنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين«و كان رسول الله صلى الله عليه و آله اذا اهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة و رفع يديه و قال: «اللهم اهله علينا بالامن و الايمان،و السلامة و الاسلام، و العافية المجللة و الرزق الواسع، و دفع الاسقام، اللهم ارزقنا صيامه و قيامه و تلاوة القرآن فيه، و سلمه لنا، و تسلمه منا و سلمنا فيه» امين يا رب 
                     و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog